الجمعة، 14 نوفمبر 2008

جيل بلا استمتاع

جيل الانترنت وفيض الفضائيات والعولمة والتطور المتسارع فقد الإحساس بالاستمتاع ، وأصبحت السعادة لحظية ، كما تتحقق بسرعة يزول أثرها بشكل أسرع ، ولم يعد هناك ذكريات متأصلة في الذاكرة لأن الأحداث أسرع من أن يستوعبها العقل ويجد الوقت لحفرها في عمق الإحساس . والأمثلة على ذلك كثيرة : في الماضي القريب وقبل انتشار التليفزيون بشكل عام والفضائيات بشكل خاص ، عندما كنا نتخذ قرارا بالذهاب إلى السينما في عطلة نهاية الأسبوع كنا نشعر بالفرحة ونستعد طوال الأسبوع لهذه المناسبة الرائعة بإعداد الملابس المناسبة وغير ذلك ، ونتواجد قبل العرض بوقت كاف وعندما تبدأ أضواء صالة العرض بالتلاشي تدريجيا تضج بتصفيق الجمهور وهمهمات الاستحسان والسعادة ، والان انعدمت الرغبة في الذهاب إلى السينما ، فبين الأيدي كم ضخم من الأفلام تعرض طوال اليوم ليلا ونهارا حتى لم تعد عملية المشاهدة حدثا مثيرا أو من الأهمية لتنطبع في الذاكرة .
حتى في أدق جانب من الإحساس ، زهز الإحساس بالحب ، كان التقرب من الحبيبة يستغرق شهورا وأعواما ، كان المرور ببيت الحبيبة له نشوة وطقسا جميلا ، وكان تتبع اخبارها من القريب والبعيد يثير الخيال والمشاعر التي تملأ النفس بالسعادة ، والأمل في اللقاء ... والآن لا يستغرق الأمر أكثر من دقائق وأقل وضغطة زر على لوحة المفاتيح لتعلن الحب والاتباط ..وأيضا إنهاء العلاقة
ويوما بعد يوم نفقد الإحساس بلذة الانتظار والمتعة بسرعة التطور وإذابة كل الحواجز وزيادة عدد الأزرار لتلبي كافة الاحتياجات في ثواني